الخميس، 19 أغسطس 2010

الحليب.. ذلك الإعجاز الإلهي0 الجزء الخامس





الحليب.. ذلك الإعجاز الإلهي0عرف الإنسان الحليب منذ خلقه سيدنا آدم عليه السلام وهو من أنهار الجنة كما قال تعالى: {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه} الآية (15) سورة محمد. والحليب لا تمر عليه فترة الا ويكتشف العلم أسراراً غذائية جديدة عنه وعن فوائده الصحية والغذائية الكبيرة والمتعددة.

ويعرف الحليب بأنه السائل الطبيعي الناتج من افراز غدد الثدي لأنثى الإنسان والحيوانات الثديية فهو هبة من الله سبحانه وتعالى للرضيع عند ولادته وأول الأطعمة التي يتناولها الإنسان أو الحيوان عندما يبدأ حياته.
والإعجاز العلمي في الحليب أنه يتكون في جسم إناث الثدييات بنظام عجيب يمر بمراحل معقدة من الجهاز الدموي الى الغدد اللبنية حيث يفرز منها محتويا على معظم الاحتياجات الغذائية للإنسان ان لم يكن جميعها ومن يتمعن في الطريقة التي يتكون فيها اللبن (الحليب) في جسم الثدييات بصفة عامة لابد وأن يعتبر بقدرة الله سبحانه وتعالى مصداقا لقوله تعالى: {نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين} صدق الله العظيم ( 66سورة النحل).
ويعتبر الحليب الغذاء الأول الذي يتناوله المولود بعد ولادته مباشرة وهو (حليب الأم) في الإنسان أو السرسوب (اللبأ) في الحيوانات الثديية. فهذا الحليب أو اللبن يحتوي على نسبة عالية من البروتين والعناصر المعدنية الضرورية للمولود بجانب الأجسام المناعية المضادة لمعظم الأمراض التي تصيب الأطفال وبنسبة تكفي لإكساب المولود مناعة طبيعية مؤقتة لهذه الأمراض. وأنه يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية بدءاً بالماء وانتهاء بالفيتامينات بالإضافة الى بعض الإنزيمات المساعدة للهضم.
من هنا تتأكد لنا الأهمية القصوى لفضائل (الرضاعة الطبيعية) للمولود حتى بلوغه سن العامين كما أمرنا المولى عز وجل وأوصى رسوله الكريم وحثت عليه المنظمات الدولية المعنية.
ويحتوي الحليب على العديد من العناصر الغذائية المفيدة ويمثل الماء الجزء الغالب حيث تتراوح نسبته من 79% - 87% ويحتوي الحليب على البروتين حيث يمثل حوالي 3.3- 3.5% كما يحتوي على العديد من الأحماض الأمينية الضرورية للإنسان، ويعد ذا أهمية خاصة لمراحل النمو المختلفة للأطفال، ويحتوي الحليب على الدهون والتي تتراوح نسبتها من 3- 4% من وزن الحليب ومذاب فيه بعض الفيتامينات الذائبة في الدهون وهي A.D.E.K ويحتوي أيضا على (سكر اللبن "اللاكتوز") وهو من السكريات الثنائية منه نوعان من السكر الأحادي وهما الجلوكوز والجلاكتوز
ويلعب سكر اللبن دوراً مهماً في التغذية حيث انه يعتبر بيئة جيدة للكائنات الدقيقة المفيدة الموجودة في الجهاز الهضمي للإنسان هذا بالإضافة الى انه يسعد على امتصاص الكالسيوم وبعض العناصر الصغرى الأخرى مثل المغنيزيوم والزنك في الجهاز الهضمي ثم (الفيتامينات) حيث يعتبر الحليب أو اللبن من أفضل الأغذية كمصدر للفيتامينات خاصة مجموعة فيتامين A.D.E.K.B.
والحليب غني بالمعادن وأهمها الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والكلور بالاضافة الى العناصر الصغرى الأخرى ولا يخفى على أحد أهمية الكالسيوم والفسفور في بناء العظام وقوتها وسلامة الأسنان وتجدر الإشارة هنا الى انه بعد سن الخامسة والثلاثين يبدأ الإنسان بفقد متواصل لعنصر الكالسيوم ويكون هذا الفقد أكبر وأسرع بعد سن الأربعين فإذا لم يكن الشخص لديه مخزون جيد من الكالسيوم والناتج عن تناول أغذية غنية بالكالسيوم في مراحل نموه الأولى وحتى سن الخامسة والثلاثين فإن هذا الفقد يؤدي إلى الإصابة بمرض تخلخل (وهن) العظام حيث تكون العظام هشة وقابلة للكسر كما يحوي الحليب ايضاً على أنزيمات عديدة وجميعها لها دور حيوي في عمليات الهضم والتمثيل الغذائي وأهمها الأنزيمات التي تساعد في عمليات هضم الدهون والبروتين والكربوهيدرات بالاضافة لمواد اخرى مثل الأحماض النووية وغيرها من المركبات الحيوية مما

يكتشف العلم الحديث يوما بعد يوم أهميتها بالنسبة للإنسان. وهذا من ناحية أهمية الحليب كمادة غذائية واما من ناحية التغذية السليمة المتوازنة فإنها تساعد على النمو السليم للجسم وخاصة لدى الأطفال وقد اجريت عدة دراسات لمعرفة مدى اسهام الحليب في التطور الذهني والنمو الجسماني للأطفال ومنها دراسات على مدى تأثير الحليب على إنجاز الأطفال في المدارس وتفوقهم الدراسي في اوروبا وأمريكا وقد كانت جميع النتائج تشير الى انتظام الأطفال في شرب الحليب في سن المدرسة كان له تأثير ايجابي واضح وبعد فلا يخفى على احد اهمية الحليب (اللبن) كمادة غذائية لجميع مراحل نمو الإنسان ومدى أهميته في نمو العظام وتكوين الأسنان والمحافظة على التوازن الفسيولوجي.
ومن خلال المجلة الدورية المتخصصة (التغذية والصحة) احدى الاصدارات التوعوية المجانية الصادرة عن الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة تنشر المقالات العلمية التثقيفية للمتخصصين عامة المجتمع وبصفة دورية وتحتوي على أهم القضايا والمقالات التغذوية الهامة في مجال التغذية الوقائية والعلاجية وتحتوي على هدية ابواب ثابتة تبرز دور الحليب ومشتقاته وأهميته في التغذية السليمة للفرد في كافة مراحل عمره. من هنا يتبين أهمية تعويد أطفالنا على تناول الحليب بصفة منتظمة لأهميته في بناء أجسامهم وعظامهم وأسنانهم.
وفي الختام أدعو الجميع بكل قطاعات مجتمعنا الحرص على شرب الحليب ومشتقاته وتذكيرهم بفوائده الجمة في مرحلة الطفولة وحتى مرحلة الشيخوخة دعماً لنموهم في الصغر ووقاية لهم من هشاشة العظام في الكبر.. ومصدقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.. فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن).



الجزء القادم " الاعجاز العلمي في لبن وبول الابل "
تحياتي

منال شنبر الغالبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق