الأربعاء، 18 أغسطس 2010

في تطوير الذات "الجزء الحادي عشر "ثلاث دوائر تحيط بنا "



دوائر ثلاث تحيط بكل مناأشارت دراسة نفسية قام بها البروفيسور(( بيتر مارش )) أستاذ علم النفس بجامعة كامبريدج إلى انه لكل إنسان ((مياها إقليمية )) و((حدودا)) تماما مثل الدول ان كلا منا يجلس في منتصف ثلاث دوائر غير مرئية تحيط به ولا نسمح باختراقها إلا لمن نحبهم فقط وننزعج اذا اقتحم علينا حياتنا او دوائرنا هذه أشخاصا غير مرغوب فيهم ويضرب البروفيسور مثلا على ذلك:


انك لوكنت جالسا على شاطيء البحر الخالي من البشر تراقب غروب الشمس لماذا تضيق وتتوتر اذا اقترب منك احد الغرباء وجلس بجوارك ؟ وبرغم انه لم يقتحم هدوءك بالكلام فانك تضيق به وتقول انه اقتحم عزلتك في حين انه في الحقيقة لم يقتحم سوى احدى الدوائر الثلاث التي تحتفظ بها لاحبائك واقرب الناس اليك وهذه الدوائر هيالدائرة الأولى وتبعد حوالي نصف متر عن جسد الإنسان أي بامتداد الساعد فقط وهذه الدائرة تحدد مايطلق عليه العلماء بـ المنطقة الحميمةتلك المنطقة التى تحيط بأجسادنا مباشرة ولا نسمح بدخولها لغير الأحباب واقرب الأقرباء وعندما نحتضن من نحب زوجاً او أما او ابناً ..الخ تندمج دائرتانا الحميمتان ونصبح مركزاً في دائرة واحدة تجمعنا وهذه المنطقة هي منطقة المشاعر الفياضة ..وعندما نكرهه بشدة نحاول اقتحام دائرة الخصم لإلغاء وجوده ونفوذه مثلما يحدث في المشاجرات والقتال المتلاحم
الدائرة الثانية وهي أوسع من الدائرة الأولى وتبعد حوالي متر وربع عن أجسادنا اي بامتداد الذراع بكاملهوهذه الدائرة تحدد اطار الصداقة مع الذين نتعامل معهم من الاصدقاء والجيران وزملاء العمل او كل من نتعامل معه بشكل غير رسمي في هذه المنطقة او الدائرة تسمح المسافة بالمصافحة واللمس البعيد والمخاطبة والرؤية الشاملة ويستخدم الناس هذه الدائرة ببساطة عندما يكون احد الشخصين في درجة اجتماعية او وظيفية اعلى بكثير من الآخر اما عندما يقترب الاقل من الاعلى فانه يحرص على الا يتعدى حدود هذه الدائرة ولايدخل في المنطقة الشخصية والعكس غير صحيح فالأعلى قد يدخل الى منطقة الصداقة للأقل منه في درجة علوه مثال على ذلك:
عندما يعطي الجندي التمام لضابط في رتبة اعلى نجده يحافظ على هذه المسافة ولايتخطاها ويمكن ملاحظة اقتراب الابناء من الاباء للكشف عن ابعاد العلاقة وما إذا كان الأب متسلطا ام ودوداًالدائرة الثالثة وهي أوسع الدوائر الثلاث حيث تبعد عن الجسم حوالي اربعة امتار وهذه الدائرة تمثل المنطقة الاجتماعية التي تشمل من يحيطون بنا في حفل صغير مثلا ونتعامل فيها مع الغرباء وخارج الدائرة الثالثة يقع مايسمىبـ المنطقة العامة التي يتواجد فيها الناس حولنا في الشارع او الأسواق بدون ان يثيروا ادنى اهتمام ولو تأملنا الناس في الاماكن العامة مثل الحدائق والعربات نرى بشكل عملي كيف يحول الناس الحدود الوهمية لتلك الدوائر الى حدود فعلية باستعمال الحقائب او الملابس وحتى الصحف يضعونها بجوارهم او يحيطون انفسهم بها وكأنها الأسلاك الشائكة الاجتماعية التي تمنع الأغراب من الدخول في المياه الإقليمية او الحدود التي نرسمها ونحددها لنا واذا تم التعامل فيها يتم بشكل عابر بالاشارة كالتلويح بالسلام عبر الطريق
واذا حدث ان اقتحم غرباء مناطقنا ودوائرنا الخاصة لاسباب خارجة عن ارادتنا - مثل التواجد بالمصاعد مثلا - في هذه الحالة نحاول ايجاد حواجز واسلاكاً شائكة وذلك بتحاشي التقاء النظرات والصمت والاطراق لاسفل او النظر لأعلى واذا زاد الازدحام قد نضطر لعقد اليدين فوق الصدر او احتضان الحقائب لصنع الحواجز كما يحدث من بعض الفتيات
منقول







تحياتي
منال شنبرالغالبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق