الخميس، 19 أغسطس 2010

تطوير الذات الجزء 20"تابع تعلم فن النسيان

نسيان الإساءة ... هل هو دليل على سواد القلب ؟؟ يقولون إن الذي يعجز عن نسيان الإساءة ( قلبه أسود ) وأقول إن عدم النسيان هذا لا يشير دائماً إلى سواد القلب فبعض الأشخاص يستطيعون رد الإساءة بمثلها في وقتها وهؤلاء يأخذون حقهم بأيديهم قولاً أو فعلاً وبعضهم يختزنها في أعماقه لفترة ... يتحين الفرص لكي يرد الإساءة بمثلها فإذا ما تهيأت له الفرص المناسبة رد الإساءة بمثلها وربما بأكبر منها والبعض الثالث يتغاضى عن الإساءة و يتناساها متعمداً ، يلقي كل شيء وراء ظهره وينظر إلى الأمام دائماً ، واثقاً من أن ( التطنيش ) نعمة من الله عز وجل تريح القلب والأعصاب والنفس عموماً... أما النوع الأخير فهو كذالك النوع الذي تجرحه الإساءة ، تؤلم مشاعره ، وتكسر قلبه لكنه لا يرد وقتها ولا يرد بعدها ، كما أنه لا يستطيع تجاهل آثارها المطبوعة في قلبه أبد الدهر فالألم يحفر خطوطه في أعماق نفسه ، والإساءة ظل على مدى السنين والأيام ماثلة أمام عينه ، مستيقظة في عقله وقلبه ، ولكنه لا يقوى على الدعاء على من أساء أليه ، ولا يشمت به في أثناء تعرضه لأي بلاء ، كما أنه يترفع عن إلحاق الضرر به لو تهيأت له الفرصة ومع ذلك فهو ينسى ... لا يستطيع أن يجرد نفسه من مشاعر الأسى والألم والغضب في مواجهة من أساء إليه يشعر بأنه لا ينتصر لنفسه التي تعرضت للإساءة ظلماً لذا فهو يعجز عن بذل مشاعر الود أوالحب لمن أساء إليه ... هذه الحالة لا تعبر عن قلب أسود البتة .. بل أعتقد أن صاحبها على حق .. ومن الخطأ أن نلون قلبه بالسواد رغماً عنه ، فالشعور بالظلم يولد الشعور بالقهر والقهر قد يدفع الإنسان إلى القيام بأي عمل غير محمود ،


فإذا تمكن الإنسان ... أي إنسان من مقاومة القيام بذلك العمل غير المحمود فلا اقل من أن يظل شعورة بالظلم يملأ نفسه رغماً عنه ، فهل نلومه عن ردة فعله التي تعجز فقط عن النسيان لا أكثر ..!! بالرغم من كل ذلك .. يظل هناك موقف قد تجاوز بعظمته كل المواقف في مواجهة الإساءات ، وهو موقف التعامل مع الله عز وجل في كل الأمور وجعلها خالصه لوجهه الكريم مما يعني تلمس الأجر الذي خصصه لمن عفا أو أصلح ، حيث نستطيع بتخيل حجم ذلك الأجر وأبعاده ، أن ننسى كل الإساءات وأن نسقطها من نفوسنا عامدين متعمدين ، طمعاً في ثواب أكبر وعفو لا ينقطع بإذن الله ولنتذكر فمن عفا وأصلح فأجره على الله
" العفو عند المقدرة "ترى من أي الأنواع أنت ؟ وهل منا من يقدر على نسيان الإساءة ؟


في حياتنا أوراق كتبناها بأيدينا ..وطويناها صفحة بعد صفحة ..فمنها ما كان ناصع البياض ..ومنها ما كان أسود اللون كاتم على القلب ....فمهما كان اللون ..فنحن من كتبها ..ولوّنها بكتاب طريق الزمن !وجاء الوقت لتمزيقها ..والتخلص منها ..حتى نستطيع إكمال حياتنا .. ومسيرتها .... ورقة لابد أن نمزقها ..
...الورقه الاولى ..عندما نضحي ونحرق عصب عروقنا ..ونغلي دمائنا .. ونشغل بالنا وفكرنا ..ونجند أنفسنا لغيرنا ..ونحرم أجسادنا وقلوبنا من مرح الدنيا وجمالها..ونغضب ونقهر ليفرح من معنا ..ونقلق ونتقلب لينام حبيبنا ..وتتفجر أجسامنا ألف مرة في اللحظة الواحدة ...ونناضل ونعارك ..وتموت طموحاتنا ثم نعود من أجلهم ..فيكون بديل كل ذلك بالجحود ..وليكون بديله المزيد من الاستنزاف دون العطاء ..ويكون بديله الخداع .. والقتال ..عندما نحتاج إلى وقوفهم بجانبنا ..ويحقر ويصغر صورتك ..في اعتقاده بأن ذلك يزيد من جمال صورته ..ليضع كل ما بينه وبينك تحت أقدامه لإذلالك ..تكون هذه الورقة السوداء في حياتنا ..ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
.. ورقة لابد أن نمزقها
الورقه الثاانيه ..عندما نخجل ممن أمامنا ..فنعمل لأننا نحب العمل معهم ..فنتنازل عن حقوقنا ..وفي اعتقادنا بأن الوجه سوف يخجل ..ويقدر جهودنا ..وعندما نرى حقوقنا تضيع بسببهم ومن أجلهم ..وعندما نرى المستقبل مظلم لأننا ندعمهم ..وعندما يفسر عطاؤك بالواجب ..وتجنّد نفسك من أجلهم ..فتعوض بعد ذلك بغطرسة وغرور الإنسان الضعيف ..ويفسر خجلك بالضعف والجهل بحقوقك ..فتغسل وتستنزف ..ليشرب المزيد من دمك ..وأنت تخجل وقد رفع هو غطاء الحياء والخجل ..فستكون هذه الورقة السوداء في حياتنا ..ومن الصعب علينا الرجوع إليها .. والنظر فيها .... ورقة لابد أن نمزقها ..
الورقه الثالثه ..مقربون مقربون ..شئنا أم أبينا مقربون ..نقدم .. ونتنازل .. ونخلص ..ونكون أصحاب المواقف معهم ..وفي النهاية نحن معدمون ..مقربون منهم وهم غرباء عنا ..نقف بمصائبهم وحاجاتهم ..ليكون هو الواجب علينا ..فيقفون بجوارنا ليكون المقابل بالنسبة .. وبعدد معلوم ..مقربون وهم يكرهون الخير لك ..مقربون وهم ينظرون للقمة العيش !..التي كان صاحب الفضل فيها هو رب العزة والجلالة ..مقربون وهم يتمنون الخير لغيرك ..أو أن تحرق .. ولا تصل ليدك وجيبك ..فهم المقربون .. والحاسدون ..والورقة السوداء في حياتنا ...ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها .... ورقة لابد أن نمزقها ..
الورقه الرابعه ..طيبتنا مع ناس .. لا يستحقون ذرة طيبة ..نقنع أنفسنا بأنهم سوف يقدرون .. ما نفعل من أجلهم ..ونصبر أنفسنا قائلين : سيفهمون ما نفعله غدا ..ولكن دون جدوى ودون (إحساس) ..فنسبقهم في عمل واجباتهم ..لا ننتظر كلمة شكر وكل مانريده هو :(لمسة إحساس) ..تجعلنا نصبح أكبر من كل هذا الكون ..ولكن يتضح في النهاية ..أن مانفعله في وجهة نظرهم ..هو واجب علينا ويجب أن نفعله .. من دون شكر ..وآخر ورقة من الخيال


تحياتي للجميع

منال شنبر الغالبي

هناك 4 تعليقات: